وعليكن السلام ورحمة الله وبركاته
إلي الأخت الكريمة صاحبة السؤال
الجواب : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلي آله وصحبه وبعد :
أولا : تبدأ وقت سنة الظهر القبلية من أول دخول وقت الظهر وهكذا سائر السنن القبلية تكون بعد دخول وقت الفريضة المتعلق بها
جاء في فتاوي نور علي الدرب للشيخ ابن باز رحمه الله تعالي : السنن القبلية تكون بعد دخول الوقت سنة المغرب القبلية والعصر القبلية والظهر القبلية والفجر والعشاء كل هذا بعد دخول الوقت . انتهي
ثانيا : إن لم يصلها قبل الصلاة لأمر من الأمور كإقامة الصلاة ونحوها قضاها بعد صلاة الظهر، ثم اختلفت أقوال الفقهاء هل يقضيها بعد صلاة الظهر وقبل السنة البعدية أم يقضيها بعد السنة البعدية فذهب الشافعي ومن وافقه على أنها تقضي بعد الظهر وبعد السنة البعدية واحتجوا بحديث عائشة رضي الله عنها ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا فاتته الأربع قبل الظهر صلاهن بعد الركعتين بعد الظهر ) رواه ابن ماجه وهذا الحديث بذلك اللفظ فيه ضعف
وذهب الحنفية والحنابلة إلى أنه يقضي السنة القبلية بعد الظهر ثم يصلي السنة البعدية واحتجوا بما رواه الترمذي عن عائشة رضي الله عنها ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا لم يصل أربعا قبل الظهر صلاهن بعده ) وحسنه بهذا اللفظ الألباني في صحيح الترمذي .
وعلي الجملة الراجح أنه يشرع قضاء السنن الراتبة إذا فاتت لعذر من نوم أو نسيان أو انشغال عنها إذا لم تصل في أوقاتها فتقضي ولو في أوقات النهي وذلك هو الراجح من أقوال أهل العلم، أدلة ذلك: ما رواه البخاري ومسلم عن أم سلمة رضي الله عنها ( أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى ركعتين بعد العصر فسألته عنهما فقال ( إنه أتاني وفد من عبد القيس فشغلوني عن الركعتين اللتين بعد الظهر فهما هاتان )
وروي ابن ماجه عن قيس بن عمرو قال ( رأي النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يصلي بعد صلاة الصبح ركعتين فقال النبي صلى الله عليه وسلم أصلاة الصبح مرتين ؟فقال له الرجل إني لم أكن صليت الركعتين اللتين قبلهما .فسكت النبي صلى الله عليه وسلم ) والحديث صححه الألباني في صحيح ابن ماجه . وسكوته صلي الله عليه وسلم دليل على إقراره لجواز الفعل الذي فعله الصحابي كما هو معلوم في الأصول ويسمى الإقرار السكوتي .
وأيضا حديث عائشة الذي رواه الترمذي أنه صلى الله عليه وسلم كان إذا لم يصل قبل الظهر أربعا صلاهن بعده ) حسنه الألباني
قال النووي في المجموع ( الصحيح عندنا استحباب قضاء النوافل الراتبة وبه قال محمد والمزني وأحمد في رواية عنه وقال أبو حنيفة ومالك وأبو يوسف في أشهر الرواية عنهما : لا يقضي . دليلنا هذه الآحاديث الصحيحة - يعني دليل استحباب قضاء النوافل الراتبة -)
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية ( إذا فاتت السنة الراتبة مثل سنة الظهر فهل تقضى بعد العصر ؟ على قولي هما روايتان عن أحمد أحدهما لا تقضى وهو مذهب أبي حنيفة ومالك . والثاني : تقضى وهو قول الشافعي وهو أقوى والله أعلم . انتهي
